للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا لغزوة تبوك حَسَنةٌ تَسُؤْهم. قال: الجَدُّ وأصحابه (١).

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ: ﴿قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ﴾: حِذْرَنا.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن نميرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهد: ﴿قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ﴾. قال: حِذْرَنا (٢).

حدثنا بِشْرُ بنُ مُعاذٍ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ﴿إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ﴾: إن كان فَتْحٌ للمسلمين، كبُر ذلك عليهم وساءهم (٣).

القول في تأويل قوله: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (٥١)﴾.

يقول تعالى ذكره مُؤدِّبًا نبيه محمدًا : قُل يا محمد، لهؤلاء المنافقين الذين تَخَلَّفوا عنك: ﴿لَنْ يُصِيبَنَا﴾. أيُّها المُرتابون في دينهم، ﴿إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا﴾ في اللوح المحفوظ، وقضاه علينا، ﴿هُوَ مَوْلَانَا﴾. يقولُ: هو ناصِرُنا على أعدائه، ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾. يقولُ: وعلى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المؤمنون؛ فإنهم إن يَتَوَكلوا عليه، ولم يَرْجُوا النصرَ مِن عندِ غيره، ولم يخافوا شيئًا غيره، يَكْفِهم أمورهم، ويَنْصُرْهم على مَن بَغاهم وكادَهم.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٤٩ إلى المصنف وسنيد.
(٢) تفسير مجاهد ص ٣٧٠، ومن طريقه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨١١. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٤٩ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبى الشيخ.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٦/ ١٨١١ من طريق يزيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٤٩ إلى ابن المنذر.