للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾: ماتوا ثم أحياهم (١).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا﴾: اختارَهم موسى لتمامِ الموعدِ، ﴿فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾: ماتوا ثم أحياهم اللَّهُ.

حدَّثني عبدُ الكريمِ، قال: ثنا إبراهيمُ، قال: ثنا سفيانُ، قال: قال أبو سعدٍ، عن عكرمةَ، عن ابن عباسٍ: ﴿فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾. قال: رُجِف بهم.

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (١٥٥)﴾.

اختلف أهلُ التأويلِ في تأويلِ ذلك؛ فقال بعضُهم: معنى ذلك: أفتُهلِكُ هؤلاء الذين أهلكتَهم بما فعل السفهاءُ منا؟ أي: بعبادةِ مَن عبَد العجلَ؟ قالوا: وكان اللَّهُ جلَّ ثناؤُه إنما أهلَكهم لأنهم كانوا ممَّن عبَد العجلَ، وقال موسى ما قال ولا عِلْمَ عندَه بما كان منهم في (٢) ذلك.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا﴾. فأوحى اللَّهُ إلى موسى: إن هؤلاء السبعين ممن اتخَذَ العجلَ. فذلك حينَ يقولُ موسى: ﴿إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا


(١) تفسير مجاهد ص ٣٤٤، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٧٥ (٩٠٢٦)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٢٩ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وأبى الشيخ.
(٢) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "من".