للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَجْنِ شيئًا.

وذلك هو الصوابُ عندى؛ لأنى لم أجِدْ فَرْقًا بينهما في شيءٍ من كلام العربِ.

فإذا كان ذلك كذلك، فبأىِّ القراءتين قرَأ ذلك القارئ فمُصيبٌ؛ لأنَّهما قراءتان مُسْتفيضَتان في قرَأةِ الأمصارِ بمعنًى واحدٍ.

وقولُه: ﴿بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾ يقولُ: بغيرِ قِصاصٍ بنفسٍ قتلتْ فَلَزِمها القتلُ قَوَدًا بها.

وقولُه: ﴿لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (١)﴾. يقولُ: لقد جئتَ بشيءٍ مُنكَرٍ، وفعلتَ فعلًا غيرَ معروفٍ.

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (٢)﴾: والنُّكْرُ أَشدُّ مِن الإمْرِ (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه جلّ ثناؤُه: ﴿قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (٧٥) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (٧٦)﴾.


(١) في الأصل "نُكُرا" بضم الكاف، وهى قراءة عاصم في رواية أبي بكر، وابن عامر، ونافع وابن ذكوان وشعبة، وبسكون الكاف قرَأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وهشام والكسائي وحفص عن عاصم. ينظر السبعة لابن مجاهد ص ٣٩٥.
(٢) في الأصل: "نُكُرا". بضم الكاف.
(٣) ذكره الطوسي في تفسيره ٧/ ٦٦، والبغوى في تفسيره ٥/ ١٩١.