للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدَّثنى المثنَّى، قال: حدَّثنا الحِمَّانيُّ، قال: حدَّثنا شريكٌ، عن أبى إسحاقَ، عن البراءِ في قولِه: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ﴾ قال: أهلُ الكتابِ (١).

وحدَّثنى المثنَّى، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: حدثنى معاويةُ بنُ صالحٍ، عن عليِّ ابنِ أبى طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ، قال: اليهودُ (٢).

وقال آخَرون: السفهاءُ المنافقون.

ذِكرُ من قال ذلك

حدثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّىِّ، قال: نزلَت: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ﴾: في المنافقين (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه جلّ ثناؤه: ﴿مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾.

يعنى جل ثناؤُه بقولِه ﴿مَا وَلَّاهُمْ﴾: أيُّ شيءٍ صرفَهم عن قبلتِهم؟ وهو من قولِ القائلِ: ولانى فلانٌ دُبُرَه. إذا حوَّل وجهَه عنه واستدْبَره، فكذلك قولُه: ﴿مَا وَلَّاهُمْ﴾: أىُّ شيءٍ حوَّل وجوهَهم؟

وأما قولُه: ﴿عَنْ قِبْلَتِهِمُ﴾ فإن قبلةَ كلِّ شيءٍ ما قابلَ وجهَه، وإنما هى فِعْلةٌ، بمنزلةِ الجِلْسَةِ والقِعْدةِ [وصِفوةِ الشئِ] (٤)، من قولِ القائلِ: قابلتُ فلانًا، إذا صرتَ قُبالتَه، أقابِلُه، فهو لى قِبلةٌ، وأنا له قِبلةٌ، إذا قابلَ كلُّ واحدٍ منهما بوجهِه وجهَ صاحبِه.


(١) أخرجه النسائى في الكبرى (١١٠٠١)، والبغوى في الجعديات (٢١٣٢) من طريق شريك به. وسيأتى مطولا في ص ٦٢٠.
(٢) تقدم مطولا في ص ٤٥٠.
(٣) أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ٢٤٧ (١٣٢٤) عن أبى زرعة، عن عمرو بن حماد به. وسيأتى مطولا في ص ٦٤٠.
(٤) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.