للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: ﴿وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ قال: الكَهْلُ الحليمُ (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجّاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، قال: كلَّمهم صغيرًا وكبيرًا وكهلًا. وقال ابن جريج، وقال مجاهدٌ: الكَهْلُ الحليم.

حدَّثني محمد بنُ سنانٍ، قال: ثنا أبو بكر الحنفيُّ، عن عبّادٍ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا﴾ قال: كلَّمهم في المَهْدِ صَبِيًّا، وكلَّمهم كبيرًا (٢).

وقال آخرون: معنى قوله: ﴿وَكَهْلًا﴾: أنه سيُكَلِّمُهم إذا ظهَر.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابن وَهْبٍ، قال: سمِعتُه، يعني ابنَ زيدٍ، يقولُ في قوله: ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا﴾. قال: قد كلَّمهم عيسى في المَهْدِ، وسيُكَلِّمُهم إذا قتل الدجال، وهو يومَئِذٍ كَهْلٌ (٣).

ونصب ﴿وَكَهْلًا﴾ عطفًا على موضع: ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ﴾.

وأما قوله: ﴿وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾. فإنه يَعْنى: مِن عِدادِهم وأوليائهم؛ لأن أهلَ الصلاح بعضُهم من بعض في الدِّينِ والفَضْلِ.


(١) أخرجه الفريابي - كما في التغليق ٤/ ٣٥، وابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٥٢ (٣٥٢٥) من طريق ابن أبي نجيح به.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٥٢ (٣٥٢٣) من طريق أبي بكر الحنفى.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٢٥ إلى المصنف.