للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ﴾ أي: طَشٌّ (١).

حدَّثني المثنَّى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا أبو زُهيرٍ، عن جُويبرٍ، عن الضّحّاكِ: ﴿فَطَلٌّ﴾ قال: الطَّلُّ: الرَّذَاذُ من المطرِ. يعنى اللَّيِّنَ منه (٢).

حُدِّثْتُ عن عمّارٍ، قال: ثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرَّبيعِ: ﴿فَطَلٌّ﴾ أي: طَشٌّ (٣).

وإنما عنَى (٤) تعالى ذكرُه بهذا المثَلِ أنه كما أُضعِفتْ ثمرةُ هذه الجنةِ التي وصَف صفتَها حين جادها الوَبْلُ، (٥) فإن أخطأها الوَبْلُ فالطّلُّ، فكذلك يضعِفُ اللهُ صدقةَ المتصدَّقِ والمُنْفِقِ مالَه ابتغاءَ مرضاتِه وتثبيتًا من نفسِه من غيرِ مَنٍّ ولا أَذًى، قَلَّتْ نفقتُه كذلك أو كَثُرَتْ، لا تَخِيبُ ولا تُخلَفُ نفقتُه، كما تُضْعَفُ ثمرةُ الجنةِ التي وصَف جل ثناؤُه صِفَتَها، قلَّ ما أصابها من المطرِ أو كثُر، لا يُخْلِفُ خيرُها بحالٍ من الحالِ (٦).

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعةُ أهلِ التأويلِ.

[ذكرُ من قال ذلك]

حدَّثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ


(١) الطش والطشيش: المطر الضعيف، وهو فوق الرذاذ. وقيل: هو أول المطر. التاج (ط ش ش).
والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٤٠ إلى المصنف عبد بن حميد.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٣٤٠ إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٢١ عقب الأثر (٢٧٦٦) من طريق ابن أبي جعفر به.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "يعني".
(٥) في م: "الوابل". وهما بمعنى.
(٦) في م: "الأحوال".