للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾. يقولُ: ويُبشِّرُ المصدِّقين الله ورسولَه، ﴿الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ﴾. وهو العملُ بما أمَر اللهُ بالعملِ به، والانتهاءُ عما نهَى اللهُ عنه، ﴿أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا﴾. يقولُ: ثوابًا جزيلًا لهم من اللهِ على إيمانِهم باللهِ ورسولِه، وعملِهم في الدنيا الصالحاتِ من الأعمالِ، وذلك الثوابُ هو الجنةُ التي وُعِدها المتقون.

وقولُه: ﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾. [يقولُ: لابثين فيه أبدًا] (١) خالدين، لا ينتقلُون عنه ولا يُنقَلُون.

ونصْبُ ﴿مَاكِثِينَ﴾ على الحالِ من قولِه: ﴿أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا﴾. في (٢) هذه الحالِ، في حالِ مُكْثِهم في ذلك الأجرِ.

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ: ﴿وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (٢) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾. أي: في دارِ خُلدٍ لا يموتون فيها، الذين صدَّقوك بما جِئتَ به عن اللهِ، وعمِلوا بما أمَرْتُهم (٣).

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (٤) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا


(١) سقط من: م.
(٢) في ص: "من".
(٣) سيرة ابن هشام ١/ ٣٠٢.