للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾. قال: والسَّرْدُ: حَلَقه. أي: قدِّرْ تلك الحَلَق. قال: وقال الشاعرُ (١):

* أجاد المُسَدِّي سَرْدَها وأذَالها*

قال: يقولُ: وسَّعها، وأجاد حَلَقَها (٢).

[حدثني عليٍّ، قال: حدَّثنا أبو صالح، قال: حدَّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عباس قوله: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾. يقولُ: حَلَقِ الحديدِ] (٣).

وقال بعض أهل العلم بكلام العربٍ: يقالُ: دِرْعُ مَسْرودَةٌ. إذا كانت مسمورةَ الحَلَقِ، واستَشهد لقيلِه ذلك بقولِ الشاعرِ (٤):

وَعَلَيْهِما مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُما … دَاوُدُ أوْ صَنَعُ السَّوَابِغَ تُبَّعُ

وقيل: إن الله ﷿ إنما قال لداودَ: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾. لأنها كانت قبل ذلك صفائحَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا نصرُ بنُ عليٍّ، قال: ثنا أبى، قال: ثنا خالدُ بنُ قَيْسٍ، عن قتادة: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾. قال: كانت صفائِحَ، فأُمِر أَن يَسْرُدَها حَلَقًا (٥).

وعنَى بقوله: ﴿وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ﴾: قدِّرِ المساميرَ في حَلَقِ الدِّرْعِ حتى يكونَ


(١) البيت لكُثَيِّر عزة، وهو في اللسان (ذ ى ل).
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره ١٤/ ٢٦٧ بمعناه، وأبو حيان في البحر المحيط ٧/ ٢٦٤.
(٣) سقط من: م. والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢٧ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) تقدم تخريجه في ٢/ ٤٦٦.
(٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٢٧ عن معمر عن قتادة بنحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢٧ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم بنحوه.