للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المفروضةَ، وآتِينَ الزكاةَ الواجبةَ عليكنَّ في أموالكنَّ، وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فيما أمراكنَّ ونهياكنَّ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾. يقولُ: إنما يريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم السُّوءَ والفحشاءَ يا أهلَ بيتِ محمدٍ ويُطهِّركم مِن الدنسِ الذي يكونُ في أهلِ معاصى الله تطهيرًا.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. فهم أهلُ بيتٍ طهَّرهم اللهُ مِن السوءِ، وخصَّهم برحمةٍ منه (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. قال: الرجسُ ههنا الشيطانُ، وسوى ذلك مِن الرجسِ الشرُّ (٢) (٣).

واختلَف أهلُ التأويلِ في الذين عُنوا بقوله: ﴿أَهْلَ الْبَيْتِ﴾؛ فقال بعضُهم: عُنى به رسولُ اللهِ ، وعليٌّ، وفاطمةُ، والحسنُ، والحسينُ، رضوانُ اللهِ عليهم.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا بكرُ بنَ يحيى بن زبَّانَ العَنَزِيُّ، قال: ثنا مَندلٌ، عن الأعمشِ، عن عطية، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، قال: قال


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٩٩ إلى المصنف وابن أبي حاتم.
(٢) في م: "الشرك".
(٣) تقدم في ٨/ ٦٥٦.