للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و (١) قيل: هو من نعتِ الريح خاصةً، غير أنه لما جاء بعد اليوم أُتْبع إعرابَه، وذلك أن العرب تُتْبِعُ الخفض الخفضَ في النعوتِ، كما قال الشاعر (٢):

تُرِيكَ سُنَّةَ وَجْهٍ غيرِ مُقْرِفَةٍ … ملساءَ ليس بها خَالٌ ولا نَدَبُ

فخفَض "غير" إتباعًا لإعراب الوجه، وإنما هي من نعتِ السُّنَّةِ، والمعنى: سُنَّةَ وجهٍ غيرَ مُقْرِفَةٍ. وكما قالوا: هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ.

[وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك] (٣)

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاج، عن ابن جريج في ﴿كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ﴾. قال: حملته الريحُ في يوم عاصف (٤).

حدثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ﴾. يقولُ: الذين كفروا بربِّهم، وعبدوا غيره، فأعمالهم يومَ القيامة كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون على شيءٍ من أعمالهم ينفَعُهم، كما لا يُقْدَرُ على الرمادِ إِذا أُرسل (٥) في


(١) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ف: "لو".
(٢) هو ذو الرمة، والبيت في ديوانه ١/ ٢٩.
والسُّنَّة: الصورة، وقوله: غير مقرفة أي: ليست بهجينة، هي عتيقة كريمة، والنَّدَب: آثار الجراح. من شرح أبي نصر الباهلي للديوان ص ٢٩، ٣٠.
(٣) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ف.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٧٤ إلى المصنف وابن المنذر.
(٥) بعده في م: "عليه الريح".