للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما القرأةُ من جميع الأمصار، فإنها قرأت قولَه: ﴿فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾. بفتح السين، وأجْمَعَت على قراءةِ ﴿الْجَمَلُ﴾ بفتح الجيم والميم وتخفيف ذلك.

وأما ابن عباس وعكرمةُ وسعيدُ بن جبيرٍ، فإنه حُكى عنهم أنهم كانوا يقرءون ذلك: (الجُمَّلُ). بضمِّ الجيم وتشديد الميم (١)، على اختلافٍ في ذلك عن ابن عباسٍ وسعيدٍ.

فأما الذين قرءوه بالفتح من الحرفين والتخفيف، فإنهم وجَّهوا تأويله إلى الجمل المعروف، وكذلك فسَّروه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا يحيى بنُ طلحةَ اليربوعيُّ، قال: ثنا فُضَيْلُ بنُ عِياضٍ، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبدِ اللهِ في قوله: ﴿حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾. قال: هو الجملُ ابن الناقة، أو زوجُ الناقِة.

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمن، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي حصينٍ، عن إبراهيم، عن عبد الله: ﴿حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾. قال: الجملُ زوجُ الناقة.

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبى، عن سفىان، عن أبي حصينٍ، عن إبراهيم، عن عبدِ اللَّهِ مثله.

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عن هُشَيْمٍ، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن عبدِ اللهِ، قال: الجملُ زوج الناقة (٢).


(١) هي قراءة شاذة لم يقرأ بها أحد من من القراء العشرة.
(٢) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (٩٤٨ - تفسير) - ومن طريقه الطبراني (٨٦٩١) - عن هشيم به.