للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤)

[يعنى تعالى ذكرُه بقوله] (١): ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ﴾: وفي الأرضِ قِطَع منها مُتقارباتٌ مُتَدانياتٌ، يَشْرَبُ بعضُها مِن بعضٍ بالجوارِ، وتختلِفُ بالتفاضُلِ مع تَجاورِها وقربِ بعضِها من بعضٍ، فمنها قطعةٌ سَبِخةٌ (٢) لا تُنْبِتُ شيئًا، في جِوارِ قطعةٍ طيبةٍ تُنْبِتُ وتَنفَعُ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا وكيعٌ، عن سفيانَ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ﴾. قال: السَّبَخةُ والعَذِية (٣)، والمالحُ والطيبُ (٤).

حدَّثنا أحمدُ بنُ إسحاقَ، قال: ثنا أبو أحمدَ، قال: ثنا سفيانُ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ﴾. قال: سِباخٌ وعُذُوبةٌ (٥).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو نعيمٍ، قال: ثنا سفيانُ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حدَّثنا الحسنُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا سعيدٌ بن سليمانَ، قال: ثنا إسحاقُ بنُ


(١) في م: "يقول تعالى ذكره".
(٢) السبخة: أرض ذات ملح ونز. اللسان (س ب خ).
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ص، ف: "العذبة". والعذية: الأرض الطيبة التربة البعيدة من المياه والسباخ. اللسان (ع ذ ى).
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٤٣ إلى المصنف وأبى الشيخ.
(٥) تفسير الثورى ص ١٥٠ ولفظه: سباخ وجدول. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢٢١٩ (١٢١١٤) من طريق سفيان به بلفظ: ملح وعذوبة.