للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾: أي شيئًا لا يُعرَفُ ولا يُذكَرُ (١).

حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبرنا عبد الرزاقِ، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة قوله: ﴿وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾، قال: [لا أُعرَفُ، ولا يُدرَى] (٢) مَن أنا (٣).

حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج (٤)، عن أبي جعفرٍ، عن الربيع بن أنسٍ: ﴿نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾. قال: هو السَّقْطُ (٥).

حدَّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيد في قولِه: ﴿يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا﴾ لم أكنْ في الأشياء (٦) قطُّ.

القول في تأويل قوله جل ثناؤه: ﴿فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (٢٤) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (٢٥)﴾.

اختلفت القرأة في قراءة ذلك؛ فقرأته عامَّةُ قرَأةِ الحجاز والعراقِ ﴿فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا﴾ بمَعنَى: فناداها جبريلُ مِن بين يَدَيْها. على اختلاف منهم في تأويله؛ فمن متأوِّلٍ منهم إذا قرأه ﴿مِنْ تَحْتِهَا﴾ كذلك؛ ومن متأوّلٍ منهم أنه عيسى، وأنَّه ناداها من تحتها بعد ما ولدَتْه (٧). وقرأ ذلك بعضُ قرَأةِ أهل الكوفة والبصرة (فناداها مَن تحْتَها) بفتح التاءين من (تَحتَ)، بمعنى: فناداها الذي تحتها، على أن الذي تحتها


(١) ذكره الحافظ في الفتح ٦/ ٤٧٩ عن سعيد عن قتادة وعزاه إلى المصنف.
(٢) في ص، ت ١، ف: "لا يعرف ولا يدرى"، وفى ت ٢: "لا أعرف ولا أدرى".
(٣) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٦، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٦٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) بعده في: ص، م، ت ١، ف: "عن ابن جريج"، والمثبت هو الصواب، وهو إسناد دائر.
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٦٨ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(٦) في ص، ت ١: "الأرض شيء"، وفى م، ف: "الأرض شيئا".
(٧) هي قراءة نافع وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم. السبعة لابن مجاهد ص ٤٠٩، والكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٨٦، ٨٧.