للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نبيَّ الله قال في خطبته يومَ منًى: "ألَا إن الزمان قد اسْتَدارَ كهيئته يومَ خَلَقَ اللَّهُ السماوات والأرضَ، وإن عِدَّةَ الشهور عندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهرًا، منها أربعة حرمٌ، ثلاثةٌ متوالياتٌ؛ ذو القَعْدةِ، وذو الحِجَّةِ، والمحرم، ورجب مُضَرَ الذي بينَ جُمادى وشعبان".

وهو قول عامة أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا محمد بن الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المُفَضَّل، قال: ثنا أسباط، عن السُّدِّيِّ: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾: أمَّا ﴿أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾؛ فذو القعدة، وذو الحجة، والمُحرَّمُ، ورجب، وأمَّا ﴿كِتَابِ اللَّهِ﴾، فالذى عندَه (١).

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهد في قول الله: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا﴾. قال: يُعْرَفُ بها شأنُ النَّسِيءِ، ما نَقَص مِن السنةِ (٢).

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حَجَّاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن مجاهدٍ في قول الله: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾. قال: يُذْكَرُ بها شأنُ النَّسِيءِ.

وأما قوله: ﴿ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾. فإن معناه: هذا الذي أخبرتكم به، مِن أن عِدَّةَ الشهور عندَ اللهِ اثنا عشرَ شهرًا في كتاب الله، وأن منها أربعةً حُرُمًا - هو


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٩١ من طريق أحمد به مقتصرا على آخره.
(٢) تفسير مجاهد ص ٣٦٨ ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٩١، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٣٦ إلى أبى الشيخ.