للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ﴾. إنا نريدُ الرجالَ (١).

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابنِ إسحاقَ: ﴿وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ﴾. أي: إن بُغْيتَنا لغيرُ ذلك (٢).

فلمَّا لم يَتَناهَوا، ولم يَرُدَّهم قولُه، ولم يَقْبَلوا منه شيئًا مما عرَض عليهم مِن أمرِ (٣) بناتِه قال: ﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (٨٠)﴾.

يقولُ ﷿: قال لوطٌ لقومِه حينَ أَبَوا إلا المُضِيَّ لِما قد جاءوا له مِن طلبِ الفاحشةِ، ويئِس (٤) مِن أن يَسْتَجِيبوا له إلى شيءٍ مما عرَض عليهم: ﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً﴾ بأنصارٍ تَنْصُرُني عليكم، وأعوانٍ تُعِينُني، ﴿أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾. يقولُ: أو أنضَمُّ إلى عشيرةٍ مانعةٍ تَمْنَعُني منكم، لحُلْتُ بينَكم وبينَ ما جئتُم تُرِيدونه مِنِّي في أضْيافي. وحُذِف جوابُ لو لدَلالةِ الكلامِ عليه، وأن معناه مفهومٌ.

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٦٤ من طريق عمرو به. وتقدم أوله في ص ٤٩٦، ٤٩٧.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٦٤ من طريق سلمة به.
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف: "أمور".
(٤) في ص، س، ف: "أنس"، وفي م، ت ١، ت ٢: "أيس".