للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبما قلنا في تأويلِ قولِه: ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾. وأنه الرحمُ، كان قتادةُ يقولُ.

حَدَّثَنَا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: حَدَّثَنَا يزيدُ، عن سعيدٍ، عن قتادةَ: ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾: فقُطِعَ واللهِ ما أمَر اللهُ به أن يوصلَ بقطيعةِ الرحمِ والقرابةِ (١).

وقد تأوّل بعضُهم ذلك أن اللهَ ذمَّهم بقطعِهم رسولَه والمؤمنين به وأرحامَهم.

واستَشهَد على ذلك بعمومِ (٢) ظاهرِ الآيةِ، وألا (٣) دلالةَ على أنَّه معنيٌّ بها بعضُ ما أمَر اللهُ بوصْلِه دونَ بعضٍ.

وهذا مذهبٌ مِن تأويلِ الآيةِ غيرُ بعيدٍ من الصوابِ، ولكنَّ اللهَ جلَّ ثناؤُه قد ذكَر المنافقين في غيرِ آيةٍ من كتابهِ، فوصَفهم بقطْعِ الأرحامِ، فهذه نظيرةُ تلك، غيرَ أنَّها وإن كانت كذلك، فهي دالةٌ على ذمِّ اللهِ كلَّ قاطعٍ قطَع ما أمَر اللهُ أن يُوصلَ، رحِمًا كانت أو غيرَها.

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾.

قال أبو جعفرٍ: وفسادُهم في الأرضِ هو ما تقدَّم وَصْفُناهُ قبلُ من معصيتِهم ربَّهم، [وكُفرِهم به] (٤)، وتكذيبِهم رسوله، وجَحْدِهم نبوَّتَه، وإنكارِهم ما أتاهم به من عندِ اللهِ أنه حقٌّ مِن عندِه.

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٢٧)﴾.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٤٢ إلى المصنّف وعبد بن حميد.
(٢) في الأصل، ص، ر: "عموم".
(٣) في ص: "لا".
(٤) سقط من: الأصل.