للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوجهين، صحَّ الوجهُ الثالثُ، وهو أن ذلك في البَرْزَخ.

وقولُه: ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. [يقولُ تعالى ذكرُه: ونحشُرُه مِن قبرِه إلى موقفِ القيامةِ يومَ القيامةِ أعمَى (١).

واخْتَلَف أهلُ التأويلِ في صفةِ العَمَى الذي ذكَر اللهُ في هذه الآيةِ أنه يَبْعَثُ يومَ القيامةِ هؤلاء الكفارَ به؛ فقال بعضُهم: ذلك عَمًى عن الحجِة، لا عمَى (٢) البصرِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ إسماعيلَ الأحْمَسيُّ، قال: ثنا محمدُ بنُ عبيدٌ، قال: ثنا سفيانُ الثوريُّ، عن إسماعيلَ بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ في قولِه: ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. قال: ليس له حجةٌ (٣).

حدثَّني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾. قال: عن الحجةِ (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

وقيل: يُحْشَرُ أعمى البصرِ.


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف.
(٢) بعده في م: "عن".
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣١٢ إلى ابن أبي حاتم.
(٤) تفسير مجاهد ص ٤٦٨، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٢١ من طريق ابن أبي نجيح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣١٢ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.