للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرَّبيعِ: ﴿فِي طُغْيَانِهِمْ﴾: في ضلالتِهم (١).

حدَّثنا يونسُ، قال: أخْبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿فِي طُغْيَانِهِمْ﴾ قال: طغيانُهم كفرُهم وضلالتُهم (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿يَعْمَهُونَ (١٥)﴾.

قال أبو جعفرٍ: والعَمَهُ نفسُه الضلالُ. يقالُ منه: عمِه فلانٌ يعمَهُ عَمَهانًا وعُموهًا، إذا ضلَّ. ومنه قولُ رؤْبةَ بنِ العجَّاجِ يصفُ مَضَلَّةً من المَهامِهِ (٣):

ومَخْفَقٍ (٤) من لُهْلُهٍ (٥) ولُهْلُهِ

من (٦) مَهْمَهٍ (٧) يَجْتَبْنَهُ (٨) في (٩) مَهْمَهِ

أعْمَى الهُدى بالجاهلين العُمَّهِ

والعُمَّهُ جمعُ عامِهٍ، وهم الذين يضلُّون فيه فيتحيَّرون.

فمعنى قولِه جلَّ ثناؤُه إذن (١٠): ﴿فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾. في ضلالتِهم وكفرِهم


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٤٩ عقب الأثر (١٤٨) من طريق ابن أبي جعفر به.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٧٩ عن ابن زيد.
(٣) ديوان رؤبة (مجموعة أشعار العرب) ص ١٦٦.
(٤) المخفق: الأرض التي تستوي فيكون فيها السراب مضطربا. اللسان (خ ف ق).
(٥) في ص: "أهله". واللهله: الأرض الواسعة يضطرب فيها السراب. اللسان (لهله).
(٦) في الديوان: "و".
(٧) المهمه: الفلاة بعينها لا ماء بها ولا أنيس. اللسان (م هـ هـ).
(٨) في الديوان: "أطرافه"، وفي ص: "يجتنه"، وفي ت ١: "يجبنه". وجاب المفازة جوبًا: قطعها. تاج العروس (ج و ب).
(٩) في ص، ر، ت ١، ت ٢: "و".
(١٠) سقط من: م.