للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي أهْلَكْناها، التي سمَّيْناها لكم أو لم نُسَمِّها، ﴿ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ﴾. يقولُ: مثَّلْنا له الأمثالَ، ونبَّهْناها على حججِنا عليها، وأعْذَرْنا إليها بالعبرِ والمواعظِ، فلم نُهْلِكْ منهم أُمَّةً إلا بعدَ الإبلاغِ إليهم في المعذرةِ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، عن معمرٍ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ﴾. قال: كلٌّ قد أعْذَر اللهُ إليه، ثم انْتَقَم منه (١).

وقولُه: ﴿وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وكلَّ هؤلاء الذين ذكَرنا لكم أمْرَهم، اسْتَأْصَلْناهم، فدمَّرْناهم (٢) بالعذاب إبادةً، وأهْلَكْناهم جميعًا.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا﴾. قال: تبَّر الله كلًّا بعذابٍ (٣) تَتْبِيرًا (٤).

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا ابن يَمانٍ، عن أشعثَ، عن جعفرٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ: ﴿وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا﴾. قال: تَتْبِيرٌ بالنَّبَطيةِ (٥).


(١) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٧٠، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦٩٧ من طريق سعيد عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٧٢ إلى عبد بن حميد.
(٢) في ص، ت ٢، ف: "فأمرناهم"، وفى ت ١، ت ٣: "فأبدْناهم".
(٣) في ص، ت ٢: "بالعذاب".
(٤) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٧٠، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦٩٧.
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٧٢ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم.