للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك الأسودَ ما فعَل؟ فيقولون: ما نَدْرِى. حتى قبض اللهُ النبيَّ، فأَهَبَّ اللهُ الأسودَ من نومتِه بعدَ ذلك". فقال رسولُ اللهِ : "إن ذلك الأسود لأولُ مَن يَدْخُلُ الجنةَ" (١).

غيرَ أن هؤلاء في هذا الخبرِ يَذْكُرُ محمدُ بنُ كعبٍ عن النبيِّ أنهم آمَنوا بنبيِّهم، واسْتَخْرجوه من حفرتِه، فلا يَنْبَغى أن يكونوا المعْنِيِّين بقولِه: ﴿وَأَصْحَابَ الرَّسِّ﴾؛ لأن الله أخْبَر عن أصحابِ الرسِّ أنه دمَّرهم تدميرًا، إلا أن يكونوا دُمِّروا بأحداثٍ أحْدَثوها بعدَ نبيِّهم الذي اسْتَخْرجوه من الحفرةِ وآمَنوا به، فيكونَ ذلك وجهًا.

﴿وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا﴾. يقولُ: ودمَّرْنا بين أضعافِ هذه الأممِ التي سمَّيْنا لكم أممًا كثيرةً.

كما حدَّثنا الحسنُ بنُ شَبِيبٍ، قال: ثنا خَلَفُ بنُ خَليفةَ، عن جعفرِ بن عليِّ بن أبي رافعٍ مولى رسولِ اللهِ قال: خلَّفْتُ بالمدينةِ عمِّى، ممن يُفْتِي على أن القرنَ سبعون سنةً. وكان عمُّه عبيدُ اللهِ بنُ أبي رافعٍ كاتبَ عليٍّ .

حدَّثنا عمرُو بنُ عبدِ الحميدِ، قال: ثنا حفصُ بنُ غِياثٍ، عن الحجاجِ، عن الحكمِ، عن إبراهيمَ، قال: القرنُ أربعون سنةً (٢).

وقولُه: ﴿وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: وكلَّ هذه الأممِ


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ١٢٠، وفى البداية والنهاية ٥/ ٨، ٩ عن المصنف.
قال ابن كثير: هكذا رواه ابن جرير عن ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق عن محمد بن كعب مرسلًا، وفيه غرابة ونكارة، ولعل فيه إدراجًا، والله أعلم.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦٩٦ من طريق حفص به.