للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ستٌّ خلالٍ في أهلِ النفاقِ، إذا كانت لهم الظَّهْرَةُ (١) أظْهَروا هذه الخلالَ الستَّ جميعًا؛ إذا حدَّثوا كذَبوا، وإذا وعَدوا أخلَفوا، وإذا ائْتُمِنوا خانوا، ونقَضوا عهْدَ اللهِ مِن بعدِ ميثاقِه، وقطَعوا ما أَمَر اللهُ به أن يُوصلَ، وأفسَدوا في الأرضِ، وإذا كانت عليهم الظَّهْرَةُ أظهَروا الخِلالَ الثلاثَ؛ إذا حدَّثوا كَذَبوا، وإذا وعَدوا أخلَفوا، وإذا ائْتُمِنوا خانوا (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه جل ثناؤُه: ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾.

قال أبو جعفرٍ: والذي رغَّب اللهُ في وَصْلِهِ وذمَّ على قطْعِه في هذه الآيةِ، الرحمُ، وقد بيَّن ذلك في كتابِه فقال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ [محمد: ٢٢]. وإنما عنَى بالرحمِ أهلَ الرجلِ (٣) الذين جمعتْهم وإياه رحمُ والدةٍ واحدةٍ. وقطْعُ ذلك ظلمُها (٤) في تركِ أداءِ ما ألزَم اللهُ من حقوقِها، وأوجَبَ من بِرِّها. ووصْلُها أداءُ الواجبِ لها إليها، من حقوقِ اللهِ التي أوجَب لها، والتعطُّفُ عليها بما يَحِقُّ التعطفُ به عليها.

و ﴿أَن﴾ التي مع ﴿يُوصَلَ﴾ في محلِّ خفضٍ، بمعنى ردِّها على موضعِ الهاءِ التي في ﴿بِهِ﴾. فكان معنى الكلامِ: ويقطَعون الذي أمَر اللهُ به (٥) بأن يُوصَلَ. والهاءُ التي في ﴿بِهِ﴾ هي كنايةُ (٦) ذكرِ ﴿مَا﴾ (٧).


(١) الظهرة: الكثرة، ويريد هنا الغلبة، من قولك: ظهرت على فلان، إذا علوته وغلبته. اللسان (ظ هـ ر).
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ٩٦ عن الربيع.
(٣) في الأصل، ص، ر: "الرحم".
(٤) في ص، م: "ظلمه"، وفي ت ١، ت ٢، ت ٣: "ظلمة".
(٥) سقط من: ص، ر، م، ت ١، ت ٢.
(٦) بعده في م: "عن".
(٧) في ص، ر، ت ١، ت ٢: "أن"، وفي م: "أن يوصل".