للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لئن كشفتَ عَنَّا الرجزَ لنُؤمِنَنَّ لك.

وقوله: ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ﴾. يقول تعالى ذكرُه: فلما رفعنا عنهم العذابَ الذي أنزَلْنا بهم، الذي وعدوا أنهم إن كُشف عنهم اهْتَدَوا لسبيل الحقِّ، إذا هم بعد كشفنا ذلك عنهم يَنْكُثون العهد الذي عاهَدونا. يقولُ: يغدرون ويُصِرُّون على ضلالهم، ويَتمادون في غَيِّهم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: ﴿إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ﴾. إذا هم: يَغْدِرون (١).

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (٥١)﴾.

يقول تعالى ذكرُه: ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ﴾: مِن القِبْطِ، فقال: ﴿يَاقَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴾ يعنى بقوله: ﴿مِنْ تَحْتِي﴾: مِن بين يَدَيَّ في الجنانِ.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي﴾. قال: كانت لهم جنانٌ وأنهارُ ماءٍ (٢).

وقوله: ﴿أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾. يقولُ: أفلا تبصرون أيها القومُ ما أنا فيه من


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٩ إلى المصنف.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٩ إلى المصنف وعبد الرزاق وعبد بن حميد.