للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحيثُ كان إليه (١) من اللهِ ما كان. قال: وهو نحوَ الطورِ.

وقال آخرون: بل هو أَمْرٌ من اللهِ لموسى بأنْ يطأَ الواديَ بقدمَيْه.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ منصورٍ الطوسيُّ، قال: ثنا صالحُ بن إسحاقَ الجِهْبِدُ، عن جعفرِ بن بَرْقانَ، عن عكرِمةَ، عن ابن عباسٍ في قولِ اللهِ: ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾. قال: طأِ الواديَ (٢).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قال: ثنا الحسينُ، عن يزيدَ، عن عكرمةَ في قولِه: ﴿طُوًى﴾. قال: طأِ الواديَ.

وحدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ في قولِ اللهِ ﷿: ﴿طُوًى﴾. قال: طأِ الأرضَ حافيًا، كما تدخلُ الكعبةَ حافيًا. يقولُ: من بَرَكةِ الوادى (٣).

حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن مجاهدٍ: ﴿طُوًى﴾: طأِ الأرضَ حافيًا.

واختلَفت القرأةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرَأه بعضُ قرأةِ المدينةِ: (طُوَى). بضمِ الطاءِ وتَرْكِ التنوينِ (٤)، كأَنَّهم جعَلوه اسمَ الأرضِ التي بها الوادي، كما قال الشاعرُ (٥):


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "المنة".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٩٣ إلى المصنف.
(٣) تفسير مجاهد ص ٤٦٠، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٩٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) وهى قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو. ينظر حجة القراءات ص ٤٥١.
(٥) هو حسان بن ثابت، وتقدم البيت في ١١/ ٣٨٦.