للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال اللهُ: ﴿تَنْزِعُ النَّاسَ﴾ مِن البيوتِ ﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ﴾ [القمر: ٢٠]: انقَعَرَ مِن أصولِه ﴿خَاوِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٧]: خَوَت فسقَطت، فلما أَهْلَكَهم اللهُ أرسَل عليهم (١) طيرًا سُودًا فنَقَلَتهم إلى البحرِ فألْقَتْهم فيه. فذلك قولُه: ﴿فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى (٢) إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ﴾ [الأحقاف: ٢٥]. ولم تخرُجْ ريحٌ قطُّ إلا بمكيالٍ إلا يومَئِذٍ، فإنها عَتَتْ على الخَزَنةِ فغَلَبَتهم، فلم يَعْلَموا كم كان مكيالُها، وذلك قولُه: ﴿فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٦]. والصَّرْصَرُ: ذاتُ الصوتِ الشديدِ (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٧٠)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: قالت [عادٌ لهودٍ] (٤): أجِئْتَنا تَتَوعَدُنا بالعقابِ مِن اللَّهِ على ما نحنُ عليه مِن الدينِ كى نعبدَ الله وحدَه، ونَدِينَ له بالطاعةِ خالصًا، ونهجُرَ عبادةَ الآلهةِ والأصنامِ التي كان آباؤُنا يعبُدُونها، ونتبرَّأَ منها؟ فلسنا فاعِلي ذلك ولا مُتَّبِعيك (٥) على ما تَدْعونا إليه، فأْتِنا بما تَعِدُنا مِن العقابِ والعذابِ على تَرْكِنا إخلاصَ التوحيدِ اللهِ، وعبادتِنا ما نعبدُ مِن دونِه من الأوثانِ، إن كنتَ مِن أهلِ الصدقِ على ما تقولُ وتَعِدُ.

القول في تأويل قولِه: ﴿قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ﴾.


(١) في م: "إليهم".
(٢) في ص، ف: "تَرى". وهما قراءتان كما سيأتي في موضعه من التفسير.
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٢٢٥، ٢٢٦، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٥٠٩ (٨٦٤٩) من طريق أحمد بن مفضل به مختصرا.
(٤) في ص، ف: "هود له".
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "متبعوك".