للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٩٥)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: يُخْرِجُ السُّنْبُلَ الحيَّ مِن الحبِّ الميتِ، ومخرجُ الحبِّ الميتِ مِن السنبلِ الحيِّ، والشجرِ الحيِّ مِن النوى الميتِ، والنوى الميِّتِ مِن الشجرِ الحيِّ.

والشجرُ ما دام قائمًا على أصولِه لم يَجِفَّ، والنباتُ على ساقِه لم يَيْبَسْ، فإن العربَ تُسَمِّيه حَيًّا، فإذا يَبِس وجَفَّ أو قُطِع مِن أصلِه، سمَّوْه ميتًا.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال جماعةٌ مِن أهلِ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ المفضلِ، قال: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: أما ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾ فيُخْرِجُ السُّنْبُلةَ الحيةَ مِن الحبةِ الميتةِ، ويُخْرِجُ الحبةَ الميتةَ مِن السنبلةِ الحيةِ، ويُخْرِجُ النخلةَ الحيةَ مِن النَّواةِ الميتةِ، ويُخْرِجُ النواةَ الميتةَ مِن النخلةِ الحيةِ (١).

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيانَ، عن السديِّ، عن أبي مالكٍ: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ﴾. قال: النخلةَ مِن النَّواةِ، والنواةَ مِن النخلةِ، والحبةَ مِن السنبلةِ، والسنبلةَ مِن الحبةِ (٢).

وقال آخرون بما حدَّثني به المثنى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ ابنُ صالحٍ، عن عليِّ بنِ أبي طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ


(١) ينظر التبيان ٤/ ٢٠٩.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٣٥٢، ١٣٥٣ (٧٦٥٩، ٧٦٦٤) من طريق وكيع به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٣ إلى عبد بن حميد. وأبي الشيخ.