للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دونِ اللهِ، يملكونه على وجهِ الشَّرِكةِ؛ لأن الأملاكَ في المملوكاتِ، لا تكونُ لمالكيها (١) إلا على أحدِ وجهين؛ إما مقسومًا، وإما مُشَاعًا. يقولُ: فآلهتُهم التي يَدْعون من دونِ اللهِ لا يَمْلِكون وزنَ ذَرَّةٍ في السماواتِ ولا في الأرضِ، لا مُشَاعًا ولا مقسومًا، فكيف يكونُ مَن كان هكذا شريكًا لمن له ملكُ جميعِ ذلك؟

وقولُه: ﴿وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ﴾، يقولُ: وما للهِ مِن الآلهةِ التي يَدْعُون مِن دونِه مُعِينٌ على خلقِ شيءٍ من ذلك، ولا على حفظِه، إذ لم يَكُنْ لها ملكُ شيءٍ منه مُشاعًا ولا مقسومًا، فيقالَ: هو له (٢) شريكٌ مِن أجلِ أنه أعان، وإن لم يَكُنْ له ملكُ شيءٍ منه.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ﴾. يقولُ: ما للهِ من شريكٍ في السماواتِ ولا في الأرضِ، ﴿وَمَا لَهُ مِنْهُمْ﴾: من الذين يَدْعون من دونِ اللهِ، ﴿مِنْ ظَهِيرٍ﴾. مِن عونٍ بشيءٍ (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ


(١) في م، ت ١: "لمالكها".
(٢) في م، ت ١، ت ٢: "لك".
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٣٥ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.