للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقولُ لكلِّ أمرٍ عظيمٍ: إدٌّ، وإمْرٌ، ونُكْرٌ. ومنه قولُ الراجزِ (١):

قد لَقِيَ الأعداءُ منى نُكْرَا

داهِيَةً دَهْياءَ إذا إمْرَا

ومنه قولُ الآخرِ (٢):

* في لَهَثٍ (٣) منه وخَتْلٍ (٤) إِدِّ *

وقولُه: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ﴾. يقولُ تعالى ذكْرُه: تكادُ السماواتُ يَتَشَقَّقْن قِطَعًا مِن قبلِهم: ﴿أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا﴾ ومنه قيل: فَطَر نابُه. إذا انْشَقَّ (٥).

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني عليٌّ، قال: ثنا عبدُ اللهِ قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١)﴾. قال: إن الشِّرْكَ فزِعَت منه السماواتُ والأرضُ والجبالُ وجميعُ الخلائقِ إِلَّا الثَّقَلَيْن، وكادت أن تَزُولَ منه لعَظَمةِ اللهِ، وكما لا ينفَعُ مع الشركِ إحسانُ المشركِ، كذلك نَرْجُو أن يغفرَ اللهُ ذنوبَ الموَحِّدين. وقال رسولُ اللهِ : "لَقِنوا مَوْتاكم شَهادَةَ أن لا إلهَ إِلَّا اللهُ، فمَن قالها عندَ موتِه وجَبَتْ له الجنَّةُ".


(١) تقدم في ص ٣٣٧، وفيه "الأقران" بدلا من "الأعداء".
(٢) البيت في التبيان ٧/ ١٣٤ غير منسوب.
(٣) اللَّهث واللُّهاث: حرُّ العطش في الجوف. اللسان (ل هـ ث).
(٤) في ص، م، ت ١، ف: "حثل"، وفي التبيان: "حبل". والخَتْل: تَخَادُعٌ عن غفلةٍ. اللسان (خ ت ل).
(٥) في ص، ت ١: "شق". وينظر التبيان ٧/ ١٣٥.