للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المضرِبُ: المكانُ الذي يُضْرَبُ فيه، إذا كُسِرت الراءُ. ورُوى عن ابن عباسٍ أنه كان يَقْرَأُ ذلك بكسر الفاءِ، ويقولُ: إنما المفِرُّ: مَفرُّ الدابةِ حيث تَفِرُّ (١).

والقراءة التي لا أَسْتَجِيرُ غيرَها: الفتحُ في الفاء من: ﴿الْمَفَرُّ﴾؛ لإجماع الحجة من القرأةِ عليها، وأنها اللغةُ المعروفةُ في العربِ، إذا أُريد بها الفرارُ، وهو في هذا الموضع بمعنى الفِرارِ. وتأويل الكلام: يقولُ الإنسانُ يومَ يُعايِنُ أهوال القيامة: أين الفرارُ (٢) من هول هذا الذي قد نزَل. ولا فرارَ.

يقولُ الله جلَّ ذكرُه: ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ﴾. يقول جلَّ ثناؤه: ليس هنا (٣) فِرارٌ يَنْفَعُ صاحبه؛ لأنه لا ينجيه فرارُه، ولا شيء يَلْجَأُ إليه من حصنٍ ولا جبلٍ ولا مَعْقِلٍ من أمر الله الذي قد حضر، وهو الوزَرُ.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنى عليٌّ، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ في قوله: ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ﴾. يقولُ: لا حِرْزَ (٤).

حدثني محمدُ بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباسٍ في قولِه: ﴿كَلَّا لَا وَزَرَ﴾. يعنى (٥): لا حِصْنَ ولا مَلْجَأَ (٤).


(١) مختصر الشواذ لابن خالويه، وتفسير البحر المحيط ٨/ ٣٨٦.
(٢) في م: "المفر".
(٣) في ص، م، ت،١، ت ٢ ت ٣: "هناك".
(٤) ذكره الحافظ في التغليق ٤/ ٣٥٥ عن المصنف، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٨٨ إلى المصنف وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٥) بعده في الأصل: "لا حرز".