للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن العربَ تَفْتَحُها في المصدر منه، إذا نطقت به على "يَفْعِلُ" (١)، فتقولُ: فرَّ يَفِرُّ مَفَرًّا (٢). [بمعنى: فرارًا] (٣)، كما قال الشاعرُ (٤):

يا لَبَكرٍ أنشروا لى كُلَيبا … يا لبكرٍ أين أينَ الفِرارُ (٥)

[فإذا أُريد بهذا] (٦)، هذا المعنى من مفعل قالوا: أين المفرُّ؟ بفتح الفاء، وكذلك المدَبُّ من دبَّ يَدِبُّ، كما قال بعضُهم (٧).

كأن بقايا الأَثر (٨) فوقَ متونِه … مَدَبُّ الدَّبَى (٩) فوقَ النقَا (١٠) وهو سارحُ

وقد يُنْشَدُ بكسرِ الدالِ، والفتحُ فيها أكثرُ، وقد تَنْطِقُ العربُ بذلك، وهو مصدرٌ بكسر العين وزعَم الفرَّاءُ أنهما لغتان، وأنه سمع: جاء على مَدَبِّ السيل (١١)، ومَدِبِّ السيلِ (١١)، وما في قميصِه مَصَحٌّ ومَصِحٌّ.

فأما البصريون فإنهم في المصدرِ يَفْتَحون العين من "مَفْعَل" إذا كان الفعلُ على يَفْعِل، وإنما يُجيزون كسرها إذا أريد بالمفعل المكانُ الذي يُفَرُّ إليه، وكذلك


(١) في ص، م، ت ١: "مفعل". وفى ت ٢ ت:٣ "فعل".
(٢) في ت ٢ ت ٣: "فرا".
(٣) في م: "يعني فرًّا". وفي ت:١: "يعني مفر". وفي ت،٢ ت ٣: "يعني فرار".
(٤) هو مهلهل بن ربيعة. والبيت في الكتاب ٢/ ٢١٥، والأغانى ٥/ ٥٩، والعقد الفريد ٥/ ٢٢٠، ٤٧٨، والخزانة ٢/ ١٦٢.
(٥) في ص: "المفرا". وفى ت ١ ت ٢، ت: "المفر".
(٦) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "إذا أريد".
(٧) البيت في معاني القرآن للفراء ٣/ ٢١٠، غير منسوب.
(٨) الأثر، بفتح فسكون: فِرِنْد السيف ورونقه. ويكسر، وبضمتين على "فُعُل"، وهو واحد ليس بجمع. التاج (أ ث ر).
(٩) الدَّبَى: الجراد قبل أن يطير، وقيل: الدبى أصغر ما يكون من الجراد والنمل. اللسان (د ب ى).
(١٠) في ص، ت ١، ت،٢ ت ٣: "البنا". والنقا: الكثيب من الرمل. اللسان (ن ق ا).
(١١) في الأصل: "النسيل". ومدب السيل: مجراه. التاج (د ب ب).