للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البَحيرةِ والسائبةِ (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: البحائرُ السُّيَّبُ (٢).

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (١١٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وحرَّمنا من قبلك يا محمدُ على اليهودِ ما أَنْبَأْناك به من قبلُ في سورةِ "الأنعامِ"؛ وذاك ﴿كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ﴾ (٣) [الأنعام: ١٤٦].

﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ﴾ بتحريمِنا ذلك عليهم، ﴿وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾. فجزَيناهم ذلك ببغيِهم على ربِّهم، وظلمِهم أنفسَهم بمعصيتِهم (٤) اللهَ، فأورَثهم ذلك عقوبةَ اللهِ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابنُ عُلَيةَ، عن أبى رجاءٍ، عن الحسنِ في قولِه:


(١) تفسير مجاهد ص ٤٢٦، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ١٣٤ إلى المصنف وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) فى م: "السوائب".
(٣) تقدم في ٩/ ٦٣٨.
(٤) فى م: "بمعصية".