للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون: هي الإبلُ حيَن تسيرُ (١) تَنْسِفُ بمناسمِها (٢) الحَصَى.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، عن مغيرةَ، عن إبراهيمَ، عن عبد اللَّهِ: ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾. قال: إذا نسفتِ الحَصَى بمناسبها، فضرب الحَصَى بعضُه بعضًا، فتخرُجُ منه النارُ (٣).

وأولى الأقوال في ذلك بالصوابِ أنْ يقالَ: إنَّ اللَّهِ تعالى ذكرُه أقسَم بالمورياتِ التي تُورى النيرانَ قدحًا، فالخيلُ تُورِى بحوافرِها، والناسُ يُورونها بالزَّندِ، واللسانُ مثلًا يُورى بالمنطقِ، والرجالُ يُورون بالمكرِ مثلًا، وكذلك الخيلُ تُهيِّجُ الحربَ بينَ أهلِها إذا التقَتْ في الحربِ، ولم يضعِ اللَّهِ دلالةً على أنَّ المراد مِن ذلك بعضٌ دونَ بعضٍ، فكلُّ ما أَوْرَت النارَ قدْحًا، فداخلةٌ فيما أقسَم به؛ لعمومِ ذلك بالظاهرِ.

وقولُه: ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾. اختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ ذلك؛ فقال بعضُهم: معنى ذلك: فالمغيراتِ صُبْحًا على عدوِّها علانيةً.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني يونس، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبَرني أبو صخرٍ، عن أبى معاويةَ البَجَليِّ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابنُ عباسٍ، قال: سألني رجلٌ عن ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾، فقال: الخيلُ تُغِيرُ في سبيلِ اللَّهِ (٤).


(١) سقط من: ص، وفى ت:١ "يبز"، وفى ت ٢ ت: "تثير".
(٢) المَنسِمُ، بكسر السين: طرف خف البعير، وقيل: هو للناقة كالظفر للإنسان. اللسان (ن س م).
(٣) عزاه السيوطى في الدر المنثور ٦/ ٣٨٤ إلى المصنف.
(٤) تقدم تخريجه في ص ٥٧٤.