للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حُدثتُ عن الحسينِ بن الفرجِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ، قال: أخبرنا عُبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمعتُ الضحاكَ يقولُ في قوله: ﴿كُونُوا رَبَّانِيِّينَ﴾. يقول: كونوا فُقهاءَ علماءَ (١).

وقال آخرون: بل هم الحكماءُ الأنقياءُ.

ذِكرُ مَن قَالَ ذلك

حدثني يحيى بنُ طلحةَ اليَرْبوعيُّ، قال: ثنا فُضيلُ بنُ عياضٍ، عن عطاءِ بن السائبِ، عن سعيدِ بن جُبيرٍ قوله: ﴿كُونُوا رَبَّانِيِّينَ﴾. قال: حُكماءَ أتقياءَ (٢).

وقال آخرون: بل هم ولاةُ الناسِ وقادتُهم.

ذِكرُ مَن قال ذلك

حدثني يونسُ بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: سمعتُ ابن زيدٍ يقولُ في قولِه: ﴿كُونُوا رَبَّانِيِّينَ﴾. قال: الرَّبانيون الذين يَرُبُّونَ الناسَ، ولاةُ هذا الأمْرِ، يَرُبُّونَهم: يلُونَهم. وقرأ: ﴿لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ﴾ [المائدة: ٦٣] قال: الربانيون الولاة، والأحْبارُ العلماءُ (٣).

قال أبو جعفر: وأوْلى الأقوال عندى بالصواب في الربَّانيِّين، أنهم جمعُ ربانيٍّ، وأنَّ الرّبانيَّ المنسوب إلى الرَّبَّانِ، الذي يَرُبُّ الناس، وهو الذي يُصْلِحُ أَمورَهم، ويَرُبُّها، ويقومُ بها، ومنه قولُ علقمة بن عَبَدَةَ (٤):


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٤٧ إلى ابن أبي حاتم وعبد بن حميد.
(٢) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٩٢ عقب الأثر (٣٧٤٩) معلقا.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٤٧ إلى المصنف.
(٤) تقدم تخريجه في ١/ ١٤٣.