للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واخْتَلف أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِه: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾. فقال بعضُهم بمثلِ الذي قُلنا فيه من أنّ معْناه: لم يَتغيَّرْ.

ذِكْرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ بنُ الفضلِ (١)، عن محمدِ بن إسحاقَ، عمَّن لا يُتَّهَمُ، عن وَهبِ بن مُنَبِّهٍ: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾: لم يَتَغَيَّرْ (٢).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾، أي (٣): لم يَتَغيّرْ.

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ مثلَه (٤).

حدَّثني موسَى بنَ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا: ثنا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾. يقولُ: فانظُرْ إلى طعامِك مِن التينِ والعنبِ، وشرابِك مِن العصيرِ، ﴿لَمْ يَتَسَنَّهْ﴾. يقولُ: لم يَتغيّرْ فيَحْمُضَ التينُ والعنبُ، ولم يَخْتَمِرِ العصيرُ، هما حُلوان كما هما، وذلك أنه مرَّ جائيًا مِن الشامِ على حمارٍ له، معه عصيرٌ وعِنَبٌ وتِينٌ، فأماتَه اللَّهُ، وأمات حمارَه، ومرَّ عليهما مائةُ سنةٍ (٥).


(١) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "المفضل".
(٢) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٠٣ عقب الأثر (٢٦٦٤) معلقًا.
(٣) زيادة من: الأصل.
(٤) تفسير عبد الرزاق ١/ ١٠٦.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٥٠٤ (٢٦٦٦، ٢٦٧٠) من طريق عمرو به.