للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنه قولُه جلّ ثناؤُه: ﴿فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ [البقرة: ٢٧٩]. وهذا هو معنى الآيةِ، كأنه قال جلّ ثناؤُه: وما هم بضارين بالذى تعلَّموا مِن الملَكَين مِن أحدٍ إلا بعلمِ اللهِ. يعنى: بالذى سبَق له في علمِ اللهِ أنه يضرُّه.

كما حدَّثنى المثنى بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا سويدُ بنُ نصرٍ، قال: أخبرَنا ابنُ المباركِ، عن سفيانَ في قولِه: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾. قال: بقضاءِ اللهِ (١).

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ﴾.

يعنى [جلَّ ثناؤُه بقولِه] (٢): ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ﴾. أى: الناسُ الذين يتعلَّمون من الملَكَين، ما أنزِل إليهما (٣) من المعنى الذى يفرِّقون به بينَ المرءِ وزوجِه، يتعلَّمون منهما السحرَ الذى يضرُّهم في دينِهم، ولا ينفعُهم في مَعادِهم؛ فأما في العاجلِ في الدنيا، فإنهم قد كانوا يكسِبون به ويُصيبون به معاشًا.

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾.

يعنى بقولِه جلَّ ثناؤه: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾. الفريقَ الذين [أخبرَ عنهم أنهم] (٤) لمَّا جاءهم رسولٌ من عندِ اللهِ مصدِّقٌ لما معهم، نبَذوا كتابَ اللهِ وراءَ ظهورِهم كأنهم لا يعلمون، واتَّبَعوا ما تتلو الشياطينُ على ملكِ سليمانَ. فقال جلَّ ثناؤُه: لقد علِم النابِذون مِن يهودِ بنى إسرائيلَ،


(١) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٩٤ (١٠٢٠) من طريق ابن المبارك به.
(٢) في م، ت ١، ت ٣: "بذلك جلَّ ثناؤه".
(٣) في م: "عليهما".
(٤) سقط من، م، وفى ت ١، ت ٣: "أنهم".