للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتابي وراءَ ظهورِهم تجاهلًا منهم، التاركون العملَ بما فيه، من اتباعِك يا محمدُ واتباعِ ما جئتَ به، بعدَ إنزالى إليك كتابى مصدِّقًا لما معهم، وبعدَ إرساليك إليهم بالإقرارِ بما معهم وما في أيديهم، المؤثِرون عليه اتباعَ السحرِ الذى تَلته الشياطينُ على عهدِ سليمانَ، والذى أنزِل على الملَكَين ببابلَ هاروتَ وماروتَ - لمن اشتَرى السحرَ بكتابي الذى أنزَلتُه على رسولى فآثرَه عليه ما له في الآخرةِ من خلاقٍ.

كما حدَّثنا بشرُ بنُ معاذٍ، قال: حدَّثنا يزيدُ بنُ زريعٍ، قال: حدَّثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ﴾. [أى: لمَن استحبَّه] (١)، ﴿مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ يقولُ: قد علِم ذلك أهلُ الكتابِ في عهدِ اللهِ إليهم؛ أن الساحرَ لا خلاقَ له عندَ اللهِ يومَ القيامةِ (٢).

وحدَّثني موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السدىِّ: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ يعنى: اليهودَ، يقولُ: قد علِمَت اليهودُ أن من تعلَّمه و (٣) اختاره ما له في الآخرةِ من خلاقٍ (٤).

وحدَّثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ﴾: لمن اشتَرى ما يفرِّق به بينَ المرءِ وزوجِه (٥).


(١) سقط من: م، ت ١، ت ٣.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٩٥ (١٠٢٤) من طريق يزيد به، إلى قوله: لمن استحبه. وأخرج باقيه ١/ ١٩٥ (١٠٢٣، ١٠٢٩) من طريق سعيد وغيره عن قتادة.
(٣) في م، ت ١، ت ٣: "أو".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٩٥ (١٠٣٠) من طريق عمرو بن حماد به، إلى قوله: اليهود.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٩٥ (١٠٢٥) من طريق أبي حذيفة عن شبل عن ابن أبي نجيح من قوله.