وقولُه: ﴿يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: يَخلُقُ مَا يَشَاءُ مِن ضَعْفٍ وقُوَّةٍ وشبابٍ وشَيْبٍ، ﴿وَهُوَ الْعَلِيمُ﴾ بتَدْبيرِ خلقِه، ﴿الْقَدِيرُ﴾ على ما يشاءُ، لا يَمتنِعُ عليه شيءٌ أرادَه، فكما فعَل هذه الأشياءَ، فكذلك يُميتُ خلقَه ويُحْيِيهم إذا شاء. يقولُ: واعلَموا أن الذي فعَل هذه الأفعالَ بقُدْرته يُحيى الموتى إذا شاء.
يقولُ تعالى ذكرُه: ويومَ تجيءُ ساعةُ البعثِ، فيُبْعَثُ الخلقُ مِن قبورِهم ﴿يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾، وهم الذين كانوا يكفُرون بالله في الدنيا، ويكتسِبون فيها الآثامَ، وإقسامُهم: حَلِفُهم باللهِ. ﴿مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ﴾. يقولُ: يُقْسِمون بأنهم لم يَلْبَثُوا في قبورِهم غيرَ ساعةٍ واحدةٍ. يقولُ الله جلَّ ثناؤُه: ﴿كَذَلِكَ﴾ في
(١) الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده. اللسان (ش م ط). والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٥٨ إلى ابن أبي حاتم.