للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما بعَث به نبيَّه مِن الحقِّ من أقْبَل إلى طاعتِه، وراجَع التوبةَ مِن مَعاصِيه (١).

كما حدَّثنا محمدٌ، قال: ثنا أحمدُ، قال: ثنا أسْباطُ، عن السديِّ: ﴿وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ﴾: مَن يُقبلُ إلى طاعة اللَّهِ (٢).

[القولُ في تأويلِ قولِه] (٣): ﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١٤)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: وما تفَرَّق المشركون باللَّهِ في أديانِهم فصاروا أحزابًا، إلا مِن بعدِ ما جاءهم العلم بأن الذي أمَرَهم اللَّهُ به، وبعَث به نوحًا، هو إقامةُ الدينِ الحقَّ، وأَلّا يَتَفَرَّقوا فيه.

حدَّثنا ابن عبدِ الأعلى، قال: ثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، [قال: تلا] (٤) قتادةُ: ﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ﴾. فقال: إياكم والفُرْقةَ، فإنها هَلَكَةٌ (٥).

﴿بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾. يقولُ: بغيًا مِن بعضِهم (٦) على بعضٍ، وحسدًا وعداوةً على طلبِ الدنيا، ﴿وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾. يقولُ جلَّ ثناؤُه: ولولا قولٌ سبَق يا محمدُ مِن ربِّكَ أَلَّا (٧) يُعاجِلَهم بالعذابِ، ولكنه أخَّر ذلك إلى أجلٍ مُسَمًّى. وذلك الأجلُ المُسَمَّى فيما ذُكِر يومَ القيامةِ.


(١) تفسير مجاهد ص ٥٨٨. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٤ إلى المصنف.
(٣) سقط من: م.
• هنا ينتهى الخرم الذي في الأصل والمشار إليه في ص ٤٢٨.
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عن".
(٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ١٩٠ عن معمر به.
(٦) في ص، م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "بعضكم".
(٧) في م: "لا".