كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

القول في تفسير السورة التي يذكر فيها البقرة - القول في تأويل قوله جل ثناؤه: ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾. - ج: 2 - ص: 522

يُتَخَطَّفُ الناسُ مِن حولِهم وهم آمنون لا يُسْبَوْنَ (١).

وحُدِّثْت عن المِنجابِ، قال: أخبرَنا بشرٌ، عن أبي رَوْقٍ، عن الضحاكِ، عن ابنِ عباسٍ في قولِه: ﴿وَأَمْنًا﴾. قال: أمنًا للناسِ (٢).

وحدثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: حدثني حَجّاجٌ، عن ابنِ جُريجٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَأَمْنًا﴾. قال: تحريمُه، لا يَخافُ فيه مَن دخَله.

القولُ في تأويلِ قولِه جلَّ ثناؤُه: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾.

اختلف القَرَأَةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرَأه بعضُهم: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾. بكسرِ الخاءِ على وجهِ الأمرِ باتخاذِه مصلًّى، وهى قراءةُ عامةِ قَرَأَةِ المِصْرَيْنِ؛ الكوفَةِ والبصرةِ، وقراءةُ عامةِ قَرَأَةِ أهلِ مكةَ، وبعضِ قَرَأَةِ أهلِ المدينةِ (٣).

[وذهَب الذين قرءوا ذلك إلى] (٤) الخبرِ الذى حدَّثنا أبو كُريبٍ ويعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قالا: حدَّثنا هُشَيمٌ، قال: أخبرَنا حُميدٌ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، قال: قال عمرُ بنُ الخطابِ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، لو اتخذْتَ المَقامَ مُصَلًّى! فأَنزل اللهُ: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ (٥).

---

(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٢٥ عقب الأثر (١١٩٤) من طريق ابن أبي جعفر به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ١١٨ إلى المصنف عن أبي العالية.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٢٢٥ (١١٩٣) عن أبي زرعة، عن منجاب به.
(٣) وهى قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وحمزة والكسائي، وقرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء، وسيأتي، ينظر حجة القراءات ص ١١٣.
(٤) في م: "وذهب إليه الذين قرءوه كذلك من"، وفى ت ١، ت ٢، ت ٣: "وذهب إليه الذين قرءوه كذلك إلى أن".
(٥) أخرجه أحمد ١/ ٢٣ (١٥٧)، والبخارى (٤٠٢)، والترمذى (٢٩٦٠)، والنسائي في الكبرى (١٠٩٩٨)، وابن ماجه (١٠٠٩) من طريق هشيم به. =