للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن قيسٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ﴾. قال: مع كلِّ إنسانٍ حفظةٌ يَحْفَظُونه من أمرِ اللَّهِ.

ذكرُ مَنْ قال: تَحْفَظُه الحرسُ من بنى آدمَ من أمرِ اللَّهِ

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبى، قال: ثنى عمى، قال: ثنى أبى، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾. يعنى: وليُّ السلطانِ (١) يَكُونُ عليه الحرسُ، يحفَظُونه من بين يديه ومن خلفِه، يَقُولُ اللَّهُ ﷿: يَحْفَظُونَه من أمرِى، فإنى إذا أردتُ بقومٍ سوءًا فلا مردَّ له، وما لهم من دونِه من والٍ (٢).

حدَّثني أبو هريرةَ الضُّبَعيُّ، قال: ثنا أبو قتيبةَ، قال: ثنا شعبةُ (٣)، عن شَرَقيٍّ، عن عكرمةَ: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾. قال: الجلاوزةُ (٤).

وقال آخرون: معنى ذلك: يَحْفَظُونه من أمرِ اللَّهِ، وأمرُ اللَّهِ: الجنُّ ومَنْ يَبْغِى أذاه ومكروهَه قبلَ مجئِ قضاءِ اللَّهِ، فإذا جاء قضاؤُه خَلَّوا بينَه وبينَه.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني أبو هريرةَ الضُّبَعيُّ، قال: ثنا أبو داودَ، قال: ثنا ورقاءُ، عن منصورٍ، طلحةَ، عن إبراهيمَ: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾. قال: من الجنِّ (٥).

حدَّثنا سَوَّارُ بنُ عبدِ اللَّهِ، قال: ثنا المعتمِرُ، قال: سمِعتُ ليثًا يُحَدِّثُ عن


(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "الشيطان".
(٢) تقدم تخريجه في ص ٤٦١.
(٣) في النسخ: "سعيد". والمثبت هو الصواب. وينظر تهذيب الكمال ١٢/ ٤٣٣.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢٢٣٠ (١٢١٨٩) من طريق آخر عن عكرمة به.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢٢٣٢ (١٢١٩٩) من طريق أبى هريرة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٤٧ إلى أبى الشيخ.