للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِبْرَاهِيمَ﴾. قال: اليهودُ (١)، برَّأَه (٢) اللهُ ﷿ منهم (٣) حينَ ادَّعَى كلُّ أمةٍ أنه منهم، وألْحَق به المؤمنين مَن كان مِن أهلِ الحَنِيفيةِ (٤).

حدَّثني المثنَّى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبْلٌ، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ مثلَه.

وأما قولُه: ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾. فإنه يعْنى: ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾: أفلا (٥) تَفْقَهون (٦) خطأَ قِيلِكم: إنّ إبراهيمَ كان يهوديًّا أو نصرانيًّا، وقد علِمْتُم أن اليهوديةَ والنصرانيةَ حدَثَت مِن بعدِ مَهْلِكه بحينٍ؟

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٦٦)﴾.

يعنى بذلك جلّ ثناؤُه: ها أنتم (٧) القومُ الذين خاصَمْتُم وجَادَلْتُم ﴿فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ﴾ مِن أَمرِ دينِكم الذي وجدتمُوه في كُتبِكم، وأتتكم به رسلُ اللهِ من عندِه، ومن غيرِ ذلك ممّا أوتيتُمُوه وثبَتت عندَكم صحَّتُه، ﴿فَلِمَ تُحَاجُّونَ﴾ يقولُ: فلم تجادلَون وتُخاصمُون ﴿فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ﴾، يعني: في (٨) الذي لا علمَ


(١) بعده في م، ومصدرى التخريج: "والنصارى". والمصنف إنما ذكر هذا الأثر والأثر قبله في ذكر من قال: إن الآية نزلت في اليهود، وعلى إثباتها لا يكون فرق بين هذا القول والقول قبله.
(٢) في ص، ت ٢، ت ٣، س: "برأهم".
(٣) في ص، ت ٢، ت ٣، س: "منه".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٦٧١ (٣٦٣٨) من طريق ابن أبي نجيح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٢/ ٤١ إلى عبد بن حميد.
(٥) سقط من: ص م، ت ١، س.
(٦) سقط من: س، وفى ص: "تتفقهون".
(٧) بعده في م: "هؤلاء".
(٨) سقط من: م.