للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُشِيرين عليك بالخروج إلى عدوِّك، وصدورُ المُشِيرين عليك بالمُقامِ في المدينةِ، وغيرِ ذلك من أمرِك وأمورِهم.

كما حدَّثنا ابنُ حُمَيدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ في قولِه: ﴿وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾. أى سميعٌ لِما يقولون، عليمٌ بما يُخْفُون (١).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢)﴾.

يعنى بذلك جلّ ثناؤه: واللهُ سميعٌ عليمٌ حينَ هَمَّت طائفتان منكم أن تَفْشَلا. والطائفتان اللَّتان هَمَّتا بالفَشَلِ -فيما ذُكر لنا- بنو سَلِمةَ وبنو حارثةَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا﴾. قال: بنو حارثةَ كانوا نحوَ أُحُدٍ، وبنو سَلِمة نحوَ سَلْعٍ، وذلك يومَ الخندقِ (٢).

قال أبو جعفرٍ: وقد دلَّلنا على أن ذلك كان يومَ أُحُدٍ فيما مضَى بما فيه الكفايةُ عن إعادتِه.

حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا﴾ الآية: وذلك يومَ أُحُدٍ، والطائفتان بنو سَلِمةَ وبنو


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ١٠٦. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/ ٧٤٨ (٤٠٧١، ٤٠٧٢) من طريق سلمة به.
(٢) تفسير مجاهد ٢٥٨، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٢/ ٦٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.