للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعبادِه، وعلمِه بأن للَّهِ في كلِّ نازلةٍ وحادثةٍ حُكْمًا موجودًا بنصٍّ أو دَلَالةٍ، فلم يكنْ إحجامُه عن القولِ في ذلك إحجامَ جاحدٍ أن يكونَ للَّهِ فيه حكمٌ موجودٌ بينَ أظهرِ عبادِه، ولكن إحجامَ خائفٍ ألا يَبْلُغَ باجتهادِه (١) ما كلَّف اللَّهُ العلماءَ مِن عبادِه فيه.

فكذلك معنى إحجامِ مَن أحْجَم عن القِيلِ في تأويلِ القرآنِ وتفسيرِه مِن العلماءِ السلفِ، إنما كان إحجامُه عنه حِذارًا ألا يَبْلُغَ أداءَ ما كُلِّف مِن إصابةِ صوابِ القولِ فيه، لا على أن تأويلَ ذلك مَحْجوبٌ عن علماءِ الأمةِ، غيرُ موجودٍ بينَ أظْهُرِهم.

ذكرُ الأخبارِ عن بعضِ السلفِ في مَن كان مِن قُدماءِ المُفَسِّرين محمودًا علمُه بالتفسيرِ ومَن كان منهم مذمومًا علمُه به (٢)

حدَّثنا محمدُ بنُ بَشَّارٍ، قال: حدَّثنا وَكيعٌ، قال: حدَّثنا سفيانُ، عن سليمانَ، عن مسلمٍ، قال: قال عبدُ اللَّهِ: نِعْمَ تُرْجمانُ القرآنِ ابنُ عباسٍ (٣).

حدَّثني يحيى بنُ داودَ الواسطيُّ، قال: حدَّثنا إسحاقُ الأزْرقُ، عن سفيانَ، عن الأعمشِ، عن أبي الضُّحَى، عن مَسْروقٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ، قال: نعم [التُّرْجمانُ للقرآنِ] (٤) ابنُ عباسٍ (٥).


(١) في م: "في اجتهاده".
(٢) في م: "بذلك".
(٣) أخرجه أحمد في الفضائل (١٥٥٨، ١٨٦٠) من طريق سفيان به.
(٤) في م: "ترجمان القرآن".
(٥) أخرجه المصنف في مسند ابن عباس من تهذيب الآثار ص ١٧٣. وأخرجه أحمد في الفضائل (١٥٦٢)، والفسوي في تاريخه ١/ ٤٩٦، والحاكم ٣/ ٥٣٧ من طريقين عن سفيان به. وصححه الحاكم على شرط الشيخين. وأخرجه ابن سعد ٢/ ٣٦٦، والفسوي ١/ ٤٩٥ من طريق الأعمش به.