للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فذلك الذي دعاهم إلى الإعراضِ عن تذكرةِ اللهِ، وهوَّن عليهم (١) تركَ الاستماعِ لوحيهِ وتنزيلِه.

وبنحوِ الذي قلْنا [في ذلك] (٢) قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ﴾ إنما أفسَدهم أنهم كانوا لا يُصَدِّقون بالآخرةِ، ولا يَخافونَها، هو الذي أفسَدهم (٣).

القولُ في تأويلِ قولِه ﷿: ﴿كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (٥٤) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (٥٥) وَمَا يَذْكُرُونَ (٤) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (٥٦﴾.

قال أبو جعفرٍ : يعنى جلَّ ثناؤُه بقوله: ﴿كَلَّا إِنَّهُ (٥) تَذْكِرَةٌ﴾: ليس الأمرُ كما يقولُ هؤلاءِ المشرِكون في هذا القرآن من أنه سحرٌ يُؤْثَرُ، وأنه قولُ البشرِ، ولكنه تذكِرةٌ من اللهِ لخلقِه، ذكَّرهم به.

وبنحوِ الذي قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.


(١) في ص، ت ٢، ت ٣: "عليه".
(٢) سقط من: الأصل.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٢٨٦ إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٤) في الأصل: "تذكرون". وهى قراءة نافع. التيسير ص ١٧٦.
(٥) في ص، ت ٢ ت ٣: "إنها".