للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَدادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي﴾. يقولُ: إِذًا لنَفِدَ ماءُ البَحْرِ قبلَ أَن [يَنْفَدَ كلامُ] (١) اللَّهِ وحكمه (٢).

القولُ في تأويل قوله جلَّ ثناؤه: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)﴾.

يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: إنما أنا إنسان (٣) مثلكم، من بني آدمَ لا عِلمَ لى إلا ما عَلَّمَنى الله، وإن الله يُوحى إليَّ أن معبودكم الذي يجبُ علَيْكم أن تعبدوه ولا تُشركوا به شيئًا، معبود واحدٌ لا ثاني له ولا شَرِيكَ، ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ﴾. يقولُ: فمَنْ كان (٤) يخافُ ربَّه يوم لقائِه، ويُراقبه على معاصيه، ويرجو ثوابه على طاعته، ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا﴾. يقولُ: فليُخْلِص له العبادةَ، وليفرد له الرُّبوبية.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيانُ، عن الربيع بن أبى راشد، عن سعيد بن جبير: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ﴾. قال: ثواب ربِّه (٥).


(١) في ص، م، ت ١، ف: "تنفد كلمات".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٥٥ إلى ابن أبي حاتم.
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "بشر".
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ف.
(٥) تفسير سفيان ص ١٧٩، ١٨٠.