للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سَبِيلِ اللَّهِ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤُه: فصَدُّوا بأيمانِهم التي اتخَذُوها جُنَّةً المؤمنين عن سبيلِ اللهِ فيهم، وذلك أنهم كفرةٌ، وحكم اللهِ وسبيلُه في أهلِ الكفرِ به من أهلِ الكتابِ القتلُ، أو أَخْذُ الجِزْيةِ، وفي عبدةِ الأوثانِ القتلُ، فالمنافقون يَصُدُّون المؤمنين عن سبيلِ اللهِ فيهم بأيمانِهم إنهم مؤمنون، وإنهم منهم، فيَحُولون بذلك بينَهم وبينَ قتلِهم، ويَمْتَنِعون به مما يَمْتَنِعُ منه أهلُ الإيمانِ باللهِ.

وقولُه: ﴿فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾. يقولُ: فلهم عذابٌ مُذِلٌّ لهم في النارِ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (١٧)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: لن تُغْنِيَ عن هؤلاءِ المنافقين يومَ القيامةِ أموالُهم، فيَفْتَدُوا بها من عذابِ اللهِ المهين لهم، ولا أولادُهم، فيَنْصُروهم ويَسْتَنْقِذُوهم مِن اللهِ إذا عاقَبهم، ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ﴾. يقولُ: هؤلاءِ الذين تولَّوا قومًا غَضِب اللهُ عليهم - وهم المنافقون - ﴿أَصْحَابُ النَّارِ﴾. يعني: أهلُها الذين [هم أهلُها] (١)، ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾. يقولُ: هم في النارِ ماكِثون إلى غيرِ نهايةٍ.

القولُ في تأويلِ قولِه تعالى: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (١٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: هؤلاءِ الذين ذكَرهم اللهُ (٢) أصحابُ النارِ، يومَ يَبْعَثُهم اللهُ جميعًا. فـ "يوم" من صلةِ ﴿أَصْحَابُ النَّارِ﴾. وعُنِي بقولِه: ﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا﴾: [يومَ يَبْعَثُهم اللهُ جميعًا] (٣) مِن قبورِهم أحياءً كهيئتِهم (٤) قبلَ مماتِهم،


(١) سقط من: م.
(٢) في ص، م، ت ١: "هم"، وبعده في ت ٣: "هم".
(٣) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٤) في م: "كهيئاتهم".