للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ تعالى ذكرُه: واذكر يا محمدُ إذ نادى ربُّك موسى بنَ عمرانَ: ﴿أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾. يعني: الكافرينَ، ﴿قَوْمَ فِرْعَوْنَ﴾. ونُصِب "القومُ" الثاني ترجمةً عن "القومِ" الأولِ.

وقوله: ﴿أَلَا يَتَّقُونَ﴾. يقولُ: ألا يتقون عقابِ اللهِ على كفِرهم به.

ومعنى الكلامِ: قوم فرعونَ فقل لهم: ألا يتقون. وترَك إظهار "فقل لهم"؛ لدلالةِ الكلامِ عليه.

وإنما قيل: ﴿أَلَا يَتَّقُونَ﴾ بالياءِ، ولم يُقَل: ألا تتقون. بالتاءِ؛ لأن التنزيلَ كان قبلَ الخطابِ، ولو جاءت القراءةُ فيها بالتاءِ كان صوابًا، كما قيل: (قُل للذين كَفَرُوا سَيُغْلَبُونَ) و ﴿سَتُغْلَبُونَ﴾ [آل عمران: ١٢].

القولُ في تأويلِ قولهِ تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: قال موسى لربِّه: ربِّ إنِّي أخافُ من قومِ فرعونَ الذين أمَرتَنى أن آتيهم، أن يُكذِّبوني بقيلى لهم: إنك أرسلتني إليهم. ويَضِيقُ صدرى من تكذيبهم إِيَّايَ إن كذَّبوني.

ورُفع قوله: ﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي﴾. عطفًا به على ﴿أَخَافُ﴾. وبالرفعِ فيه قرَأته عامةُ قرأةِ الأمصار، ومعناه: وإنى يضيقُ صدرى.

وقولُه: ﴿وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي﴾. يقولُ: ولا ينطلقُ لساني بالعبارة عما تُرْسِلني به إليهم؛ للعلة التي كانت بلسانه.

وقوله: ﴿وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي﴾. كلامٌ معطوفٌ به على ﴿وَيَضِيقُ﴾.