للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْأَرْضِ﴾، إلى قوله: ﴿حَلَالًا طَيِّبًا﴾، وأحلَّ اللَّهُ الغنيمة لهم (١).

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٦٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه لأهلِ بدرٍ الذين غَنِموا وأخَذوا من الأَسْرى الفداءَ: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ﴾. يقولُ: لولا قضاءٌ من اللَّهِ سَبَقَ لكم، أهلَ بدرٍ، في اللوحِ المحفوظِ - بأن اللَّهَ مُحِلٌّ لكم الغنيمةَ، وأن اللَّهَ قَضَى فيما قَضَى أنه لا يُضِلُّ قومًا بعدَ إذ هَداهم حتى يُبَيِّنَ لهم ما يَتَّقون، وأنه لا يُعذِّبُ أحدًا شَهِدَ المشهدَ الذي شَهِدتُموه ببدرٍ مع رسولِ اللَّهِ ناصرًا دينَ اللَّهِ - لنالَكم مِن اللَّهِ، بأخْذِكم الغنيمةَ والفِداءَ، عذابٌ عظيمٌ.

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكر مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا ابن أبي عَديٍّ، عن عوفٍ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ﴾ الآية. قال: إن اللَّهَ كان مُطْعِمَ هذه الأمةِ الغنيمةَ، وإنهم أَخَذوا الفداءَ من أُسارى بدرٍ قبلَ أن يُؤمَروا به. قال فعاب اللَّهُ ذلك عليهم، ثم أحلَّه اللَّهُ (٢).

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بن بَزيعٍ، قال: ثنا بشرُ بنُ المفضلِ، عن عَوفٍ، عن


(١) أخرجه الترمذى (٣٠٨١) عن ابن بشار به، وأخرجه مسلم (١٧٦٣)، والطحاوي في المشكل (٣٣٠٩) وابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٦٢، ١٧٣٠، وابن حبان (٤٧٩٣)، وأبو نعيم في الدلائل (٤٠٨)، والبيهقى ٦/ ٣٢١ وفي الدلائل ٣/ ٥١ - ٥٣ من طريق عمر بن يونس به. وتقدم من طريق ابن المبارك عن عكرمة بن عمار ص ٥١.
(٢) أخرجه الطحاوى في المشكل ٨/ ٣٦٤ تحت (٣٣١٢) من طريق عوف به.