للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد بَيَّنَّا ذلك بشواهدِه، وذِكرِ الروايةِ فيه فيما مضَى، بما أَغنَى عن إعادته (١).

وقوله: ﴿وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي﴾. يقولُ: لا تَخافي على ولدِك من فرعونَ وجندِه أن يَقْتُلوه، ولا تَحْزَنى لفِراقِه.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ: ﴿وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي﴾. قال: لا تَخافى عليه البحرَ، ولا تحزَنى لفِراقِه، ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ﴾ (٢).

وقولُه: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾. يقولُ: إنا رادُّو ولدِك إليك للرَّضاعِ؛ لتكُونى أنت تُرْضِعينه، وباعِثوه رسولًا إلى من تَخافِينه عليه أن يَقْتُلَه. وفعَل اللهُ ذلك بها وبه.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ: ﴿إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ﴾: وباعثوه رسولًا إلى هذه الطاغيةِ، وجاعلو هلاكِه ونجاةِ بني إسرائيلَ مما هم فيه من البلاء على يديه (٣).


(١) ينظر ما تقدم في ١٦/ ٥٨.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٤٢ من طريق أصبغ، عن ابن زيد.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٤٣ من طريق سلمة به.