للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نهارٍ" (١).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا سويدُ بنُ نصرٍ، قال: أخبَرنا ابنُ المباركِ، عن حَيْوَةَ، قال: ثنى شُرَحْبيلُ بنُ شَريكٍ، عن أبي عبدِ الرحمنِ الحُبُلِّيِّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو، عن النبيِّ ، قال: "إن خيرَ الأصحابِ عندَ اللَّهِ خيرُهم لصاحبِه، وخيرَ الجيرانِ عندَ اللَّهِ خيرُهم لجارِه" (٢).

وإن كان الصاحب بالجنب محتملًا (٣) معناه ما ذكَرْناه مِن أن يكونَ داخلًا فيه كلُّ مَن جنب رجلًا بصُحْبةٍ في سفرٍ، أو بنكاحٍ، أو انقطاعٍ إليه واتصالٍ به، ولم يكن اللَّه جلّ ثناؤُه خصَّ بعضَهم مما احْتَمله ظاهرُ التنزيلِ -فالصوابُ أن يقالَ: جميعُهم معنيُّون بذلك، وبكلِّهم قد أوْصَى اللَّهُ بالإحسانِ إليه.

القولُ في تأويلِ قولِه: ﴿وَابْنِ السَّبِيلِ﴾.

اخْتَلف أهلُ التأويلِ في تأويلِ ذلك؛ فقال بعضُهم: ابنُ السبيلِ هو المسافرُ الذي يَجْتازُ مارًّا.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا مَعْمَرٌ، عن قتادةَ وابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَابْنِ السَّبِيلِ﴾: الذي يَمُرُّ عليك وهو مسافرٌ (٤).


(١) عزاه السيوطي في الدر ٢/ ١٥٩ إلى المصنف.
(٢) أخرجه الترمذى (١٩٤٤)، وابن خزيمة (٢٥٣٩)، كلاهما من طريق ابن المبارك به، وأخرجه أحمد ١١/ ١٢٦ (٦٥٦٦)، والبخارى في الأدب المفرد (١١٥) وغيرهما من طرق عن حيوة به.
(٣) سقط من: م. وفى ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "متصلًا".
(٤) تقدم تخريجه في ٣/ ٨٣.