للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قتادةَ في قوله: ﴿فِي قِرْطَاسٍ﴾. يقولُ: في صَحيفةِ، ﴿فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ (١).

القولُ في تأويل قولِه: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (٨)﴾.

يقولُ تعالى ذكرُه: فقال هؤلاء المُكذِّبون بآياتى، العادِلون بى (٢) الأندادَ والآلهةَ، يا محمدُ لك - لو دعَوْتَهم إلى توحيدى، والإقرارِ بربوبيتي، وإذا أتَيْتَهم من الآياتِ والعِبَرِ بما أتَيْتَهم به، واحتَجَجتَ عليهم بما احتَجَجتَ عليهم، مما قطَعْتَ به عذرَهم -: هَلَّا نُزِّل عليك مَلَكٌ مِن السماءِ في صورتِه، يُصَدِّقُك على ما جئْتَنا به، ويَشْهَدُ لك بحقيقةِ ما تَدَّعِى، مِن أن الله أَرْسَلك إلينا. كما قال تعالى مُخْبِرًا عن المشركين في قيلِهم لنبيِّ الله : ﴿وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا﴾ (٣) [الفرقان: ٧]. ﴿وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ﴾. يقولُ: ولو أنْزَلْنا مَلَكًا على ما سأَلوا، ثم كفَروا ولم يُؤْمِنوا بي وبرسولى، لجَاءهم العذابُ عاجلًا غيرَ آجِلٍ، ولم يُنْظَروا فيُؤَخَّروا بالعقوبةِ مُراجعةَ التوبةِ، كما فعَلْتُ بَمَن قبلَهُم مِن الأممِ التي سأَلَتِ الآياتِ، ثم كفَرَت بعد مجيئِها؛ من تعجيلِ النِّقْمةِ، وتركِ الإنْظارِ.

كما حدَّثني محمدُ بنُ الحسينِ، قال: ثنا أحمدُ بنُ مُفَضَّلٍ، قال: ثنا أسْباطُ، عن السديِّ: ﴿وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ﴾. يقولُ: لَجَاءهم العذابُ (٤).


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ٢٠٣. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٦٤ (٧١١٥) عن الحسن بن يحيى به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٥ إلى عبد بن حميد وأبى الشيخ.
(٢) زيادة من: م.
(٣) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، س: "يقول".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٤/ ١٢٦٦ عقب الأثر (٧١٢٥) من طريق عمرو بن حماد عن أسباط به.